تسونامي عبارة عن كلمة يابانيّة الأصل تتكوّن من مَقطعين هما تسو ويعني الميناء، ونامي وتعني الموجة؛ حيث يُصبح معنى كلمة تسونامي موجة الميناء.[١] يُشار إلى أنّ ظُهور مصطلح تسونامي لأوّل مرّة كان بسبب بعض الأمواج العارمة التي دمّرت أشياءً تركها صيادون يابانيون عندما ذهبوا إلى الصيد، وعندما عادوا وجدوا الدّمار على الرغم من أنّهم لم يشعروا بشيء مُريب وهم في البحر.[٢]
تتكرّر حدوث ظاهرة تسونامي بكثرة في المُحيط الهادئ بسبب تواجد أكثر من نصف براكين العالم فيه، وتكون أمواج تسونامي قويّة جداً؛ حيث تمكّنها سرعتها وقوّتها الكبيرة من جرف صخور تزن 20 طناً للصّخر الواحد، لترمي بها إلى مسافة تبلغ 20 متراً، ولتصوير شدّة سرعتها وقوتها فإنّه يُمكن للقارئ أن يتخيّل حدوثَ زلزال في مدينة لوس أنجلوس في أمريكا؛ حيث يؤثّر ذلك على مدينة طوكيو في اليابان فتصل أمواج تسونامي إليها في وقت قصير أقلّ من ذلك الذي تَستغرقه رحلة بين المدينتين بالطائرة.[٣]
أمواج تسوناميتعتبر امواج تسونامي عبارة عن سلسلة أمواج قويّة جداً تضرب الشاطئ أكثر من مرّة على فتراتٍ زمنيّة تتباعد دقائق أو ساعات قليلة فيما بينها، ولا يشعر بها من هو داخل الماء؛ حيث لا يصل ارتِفاعها إلى أكثر من مترٍ واحد فقط، فلا ترتفع إلا عند اقترابها من حدود الشاطئ، أمّا سَببها فيعود إلى حركة الصّفائح الأرضية القوية التي تؤدّي إلى حدوث زلازل أو براكين في أعماق المياه، وهذا بدوره يُولّد ضغطاً عظيماً في قعر المياه تنجم عنه حركة لكميّاتٍ كبيرة من المياه تُسمّى الأمواج، وتكون حركة الأمواج الناتجة عن هذه الظاهرة قويةً جداً.[٤]
فرّق العلماء بين الأمواج العادية وأمواج تسونامي؛ حيث إنّ الأمواج العادية ما هي إلا حركة لكميّاتٍ كبيرة من الماء تنتج بفعل الرياح وتصل إلى الساحل بطريقةٍ طبيعيّة ولا تؤثّر على اليابسة عند وصولها إليها إلا في بضعة أمتار، أمّا أمواج تسونامي فهي ناتِجة بسبب حدوث الظّواهر الطبيعيّة كالزلازل الأرضية، أو الزلازل المائية، أو البراكين، أو انفجارات الأسلحة النوويّة داخل البِحار، أو سقوط المذنّبات واصطِدامها بمياه البحار، وهِي عبارة عن أمواج متخفّية لا يظهر تأثيرها إلّا عند اقترابها من الشاطئ، وتؤثّر في اليابسة تأثيراً كبيراً ومدمّراً تبعاً لطبيعة الشاطئ وارتفاعه عن مُستوى سطح البحر،[٤][١] وتبلغ سُرعة أمواج تسونامي 500-700كم/ساعة، كما تصل أحياناً إلى850كم/ساعة، ويصل ارتفاعها إلى 40م فوق سطح الأرض.[٥]
يَصل طولُ الأمواج إلى 200كم داخل المُحيطات أي ما يُقارب 120ميلاً، وإنّ سبب عدم الإحساس بها قبل وُصولها إلى الشاطئ هو عِظَم طولها الموجي؛ حيث إنّ اكتمال دورة واحدة للموجات تستغرق 20-30 دقيقة وبارتفاع مترٍ فقط، وبذلك فإنّ الموجات تكون متخفّيةً في المياه عميقة المستوى ولا تلحظها السفن، وتبعاً لذلك فإنّ أمواج التسونامي تستغرق بضع دقائق للوصول إلى ارتفاعها الأقصى عند اقترابها من الشواطئ فيراها الناس على أنّها طوفان قاتل،[٦] فكلّما اقتربت الأمواج من الشاطئ قلّت سرعتها وزاد ارتفاعها.[٣]
سمات تسوناميتوجد سِمات تحدث مُباشرةً قبل وصول أمواج تسونامي إلى حدود الشاطئ، وهي تُميّز أمواج تسونامي عن غيرها،:[٢]
شهد القرنان الماضيان حدوث ما يقارب 300 تسونامي خلّفت الكثير من الدمار والخراب، ومن أهمها:
أشارت بعض الدّراسات إلى أنّ سبب حدوث تسونامي اليابان في عام 2011م هو زلزال ضَحم نتج عن حركة مُفاجئة للصّفائح التكتونية، في حين يعتقد البعض أنّ الأوتاد الرسوبية الخارجة من بين الصفائح الأرضية هي السبب في حدوث تسونامي، وأنّ التركيز على هذه الأوتاد ودراسة حركتها يُمكن أن يكون سبيلاً للتنبؤ بفرصة حدوث مثل هذه الفيضانات؛ حيث إنّ حركة الصفائح المفاجئة تُؤدّي إلى انزلاق صفيحة تحت الأخرى وبالتالي يحدث تشوّهٌ في شكل الصفائح وتُحطّم وتندفع طاقة هائلة منها بصورة مفاجئة، وبانتقال هذه الطاقة إلى مياه المُحيط تتشكّل أمواج تسونامي المدمّرة.[١١]
يقول باحث علم الزلازل المشهور دان ماكينزي من جامعة كامبردج، وكما ظهر من دراسته لقاع البحر في منطقة الزلزال: (غطست الغوّاصة اليابانيّة إلى قاع المُحيط عقب زلزال اليابان، ووجدت ما لم يتوقّعه شخص أبداً، وهو أنّ فَيضان التسونامي في الحقيقة تَولّد من الصفيحة التكتونيّة الخاصّة باليابان التي سيطرت على الصفيحة الخاصة بالمُحيط الهادئ وتحرّكتا صعوداً، ولكن الذي اكتشفته الغوّاصة أن هناك خطأ في الاتجاه المعاكس، فبدلاً من التحرّك الصاعد للصفيحة اليابانية فوق صفيحة المُحيط الهادئ، فإنّ الحقيقة هي أن صفيحة اليابان تحركت هبوطاً)، وباعتقاد ماكينزي أنّ هذا هو سبب حدوث تسونامي اليابان وكارثة المفاعل النووي.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هو تسونامي